ناشطات حقوق المرأة على مواقع التواصل الإجتماعي

المجتمعات العربية في تغيّر مستمر وكذلك العقليات السائدة المتعلقة بدور المرأة وحقوقها في المجتمع. وفي غياب القدرة على التحدث بحرية أحياناً في العلن، أصبحت السيدة العربية تتوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن آراء وأفكار بعينها، لعل بعضها غير تقليدي. وهنا برزت ناشطات حقوق المرأة التي أخذت على عاتقها مهمة نشر التوعية حول مواضيع حساسة، مدعومة كانت أم منتقدة.  

"إن الناشطات يعرضن أفكارهنّ من خلال العالم الافتراضي، في حين لا يتسنى لهنّ التعبير عنها على أرض الواقع"، هذا ما تقوله الشاعرة السعودية حلا عبدالله، مؤسسة نادي الرياض للكتابة.

تستخدم حلا شعرها لنشر التوعية حول حقوق المرأة وتناضل في سبيل تساوي الفرص والمعاملة. وفي ما يتعلق بفاعلية التوعية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعتبر الشاعرة السعودية أن حركة مناهضة حقوق المرأة على الإنترنت قد أحدثت فارقاً ملحوظاً، فقد أدت دوراً محورياً في توعية جيل الشباب حول الظلم الاجتماعي الذي يواجهونه أو يشاركون فيه، ولكن لا يمكن قياس فعالية تلك الأنشطة على أرض الواقع.

وعلى غرار حلا عبدالله، فإن السيدات المناهضات في سبيل حقوق المرأة كثيرات، من إعلاميات وكاتبات ومتحدثات، ومنهنّ من اشتهر على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال أفكاره الخارجة عن المألوف، أو "الثورية" إذا صح القول. وهنا نذكر الصحافية والكاتبة المصرية الأمريكية منى الطحاوي التي تكافح، من خلال كتاباتها، في سبيل المساواة بين الرجل والمرأة وتلقي الضوء على المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها المرأة في مصر والعالم.

Marie Claire Arabia- حلا عبد الله  

مواقع التواصل الاجتماعي مهّدت الطريق لنمو الحركات النسوية 

أدّت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في نموّ حلا عبدالله، فهي لم تمنحها مساحة للتعبير عن أفكارها بحرية فحسب، بل سمحت لها التعرف إلى أشخاص رائعين ساهموا بشكل أساسيّ في نموّها الفكري. ومن خلال تلك المواقع، تمكنت أيضاً من الاستماع إلى آراء الآخرين وتعليقاتهم على أفكارها، مما ساعدها على إعادة تقييم نفسها. أما ناشطات حقوق المرأة اللواتي تعرفت إليهن، فألهمنها كثيراً، وشكلت صداقات جميلة معهنّ، وحتى أنها تعتبرهنّ بمثابة أخواتها.

ترى حلا بأن مواقع التواصل الاجتماعي قد مهدت الطريق لنمو الحركات النسوية في العالم العربي، ومنها حملة النساء السعوديات على تويتر التي تدعو إلى إنهاء نظام ولاية الرجل على المرأة والتي لاقت أصداءً عالمية يصعب على المجتمع أن يتجاهلها.

أما من جهة النقد السلبي الذي تواجهه حلا، فتعترف بأن المتنمرين الذين يتهجمون على أفكارها معظمهم رجالاً، لكن ذلك لا يعني أن ما من امرأة انتقدتها. أما ردة فعلها فسيان، بغض النظر عن الجنس. فإذا لم يكن الانتقاد بناءً ولا يهدف سوى للتجريح والإهانة والتخويف، تضغط مباشرة على زرّ الحجب، فتلك أمور لا تتقبلها أبداً وليست مستعدة للخوض في أي نقاش مع المتنمرين.  

العنود المهيري: تعرضت لكافة أشكال التنمّر والتهديد

العنود المهيري صحافية رياضية إماراتية ومغرّدة منذ 6 سنوات. ترى بأن النشاط الحقوقي من شأنه نشر التوعية حول قضية المرأة والمساهمة في حصولها على حقوقها الكاملة أو تحسين وضعها من خلال تسليط الضوء على مواضيع محددة.

وتعتقد بأن عمل الناشطين الحقوقيين فعال جداً على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت العنود: "لقد برز مؤخراً استعداد مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية للاستماع للنساء اللواتي يعانين من العنف الأسري وللأخذ بآرائهنّ في ما يتعلق بقانون الوصاية. وأتت هذه الخطوة كنتيجة للحملة التي شنتها سعوديات وبعض من السعوديين على موقع Twitter، وتمثل الهدف منها وضع حدّ لقانون وصاية الرجل على المرأة".

وفي هذا السياق، يجدر ذكر الناشطة الحقوقية والمغردة السعودية منال الشريف، التي تحظى بمتابعة واسعة على موقع Twitter تقارب الـ295 ألف شخص. آراؤها وأفكارها مثيرة للجدل، وهي من أبرز الناشطات الحقوقيات في المملكة، وقد استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي لإيصال رسالتها التي تسعى من خلالها إلى دعم حقوق المرأة السعودية.   

وتكمل العنود قائلةً: "في أيامنا هذه، يمكن لأي مواطن خليجي أن يرى مدى التغيير الذي أحدثته مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى الوعي لدى الشابات. فمن خلال الأخبار من هنا ومن هناك والأسئلة المحيرة والنظريات غير التقليدية، تحلّت الفتيات بالجرأة للتعريف بأنفسهنّ من خلال عبارة "مناهضات لحقوق المرأة" أو feminists.  

إن موضوع النشاط الحقوقي الداعم للمرأة ما زال ينمو في المنطقة العربية، وقد وصلت أصداؤه إلى الخارج مع انتشار تغريدات مناهضات حقوق المرأة وتسليط الضوء عليها من قبل الصحافة العالمية. فهل الفرج قريب؟ الختام من حلا عبدالله: "إن مواقع التواصل الاجتماعي منصّات نافذة وحين يجتمع من خلالها الأشخاص المناسبين للسعي وراء قضية، فلا بدّ أن تصل أصواتهم، عاجلاً أم آجلاً".   

  

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث