مقابلة مع المخرجة القطرية هند فخرو

مخرجة قطرية مصرية، نشأت فخرو تحت تأثير جدّها المصري محمد توفيق، الذي كان ممثلاً ومخرجاً مشهوراً. كما انخرطت في صناعة الأفلام عام 2003، حيث أطلقت شركة الإنتاج الخاصة بها تحت عنوان Certifiable Productions، وكان ذلك في عام 2013. وعرض فيلمها الوثائقي الأول، His Name (2012)، في عدة مهرجانات عالمية، منها مهرجان Cannes في نسخته السادسة والستين. وتمّ، أيضاً، اختياره رسمياً في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي لعام 2012، ومهرجان River السينمائي لعام 2013. ولقد شاركت، مؤخراً، في مهرجان دبي السينمائي الدولي، تحت فقرة جائزة مهر الإماراتية عن فيلمها الجديد "The Waiting Room".  

ما الذي دفعك إلى اختيار الإخراج؟

بدأت أهتمّ بالسينما والأفلام منذ الطفولة لأنّ جدّي كان ممثّلاً مصرياً وخالة والدتي أيضاً ممثلة مصريّة عظيمة. لذا اعتدت، خلال نشأتي، على مشاهدة الأفلام بالأبيض والأسود بدلاً من الرسوم المتحرّكة. لكن لم يتسنّ لي التخصص في هذا المجال، لأنّ والدي قطري ولم يكن لديّ الخيار. وهكذا بقي الإخراج مجرّد هواية بالنسبة إليّ، وكنت أحمل الكاميرا في كلّ مكان، حتى قرّرت عام 2012، وذلك بعد أن أنجبت ابنتي، أن أصوّر فيلمي الأوّل. إذ انتهزت الفرصة وحقّقت ما أردت فعله منذ وقت طويل، ولاقى الفيلم نجاحاً كبيراً، وها أنا أفعل ذلك حتى اليوم.

 

وهل هذا ما ترغبين في القيام به طوال حياتك؟

نعم، بلا شكّ! فأنا لا أرى نفسي في أي عمل آخر. وأشعر بأنّ تفكيري يميل دائماً إلى الأفلام والإخراج. فأحبّ أن أجد دائماً زوايا جديدة، وأتخيّل كيف ستبدو اللقطة من هذه النقطة أو تلك.

 

كيف كان شعورك عندما وقفت للمرّة الأولى في موقع تصوير فيلمك؟

كنت متوتّرة للغاية، فلم أكن أعرف ما يجب أن أتوقّعه وخفت من الإخفاق والفشل. أوّل عمل لي كان His Name، ولم أكن واثقة، حينذاك، من أنّني سأنجح، لكن الأجواء كانت مناسبة جداً وساعدني طاقم العمل لأشعر بالارتياح.

 

إذاً كنت متوتّرة لكن ألم تشعري بالحماسة أيضاً؟

بصراحة، لقد طغى التوتّر على مشاعري كلها حتى نهاية الفيلم. لكن عندما أكتب السيناريو أكون طبعاً متحمسة وسعيدة.

 

ما هي التحديات والمصاعب التي تواجهينها عادة كونك مخرجة أفلام صاعدة؟

التحدي الأكبر في عملي هو الوقت الذي أمضيه بعيداً عن ولديَّ والساعات الطويلة التي أقضيها في موقع التصوير بعيداً عنهما. إلا أنني أذكّر نفسي دائماً بأنّني سأجعلهما يفتخران بي يوماً ما. إذ إنّ العاملين في هذا المجال نادرون جداً في منطقة الخليج. أمّا التحدي الثاني فهو إيجاد المواهب الحقيقية، فقد نجد أشخاصاً للمشاركة بالأفلام، لكنّنا لا نجد خليجيين موهوبين بسهولة.

 

هل تعمدين اختيار فريق الممثّلين من الخليجيّين في أكثر الأحيان؟

أنا أحاول فعل ذلك بالفعل، خصوصاً أنّ الإخراج قطري، وأريد أن تكون القصص قريبة من الواقع.

 

هل سبق أن عشت لحظات ومواقف مضحكة مثلاً أو مؤثّرة أثناء التصوير وما زالت حتى اليوم محفورة في ذاكرتك؟

الفيلم الأخير الذي صوّرته هو The Waiting Room، وهو يستند في الواقع إلى قصّة حقيقية عن والدي في فترة مرضه. وفي أحد الأيّام كنت أتحدث إلى والدي وراح يخبرني أنّه متعب جدّاً، ولا يريد أن يعود إلى الديار محمّلاً في تابوت،  وأرادني أن أساعده للعودة إلى المنزل. وهذا كان واحداً من المشاهد الذي اضطررت إلى تأديته كوني أشارك شخصياً فيه إلى جانب الكاتبة المساعدة أيضاً Patricia Donohue. وكان تمثيل هذا المشهد صعباً جداً عليّ، حيث اضطررت إلى الاستعداد نفسياً للعودة إلى لحظات أليمة لم أشأ أن أمر بها مجدداً... ولن أنسى يوماً تلك اللّحظات. فالفيلم يستند إلى قصّتين اثنتين، قصّة والدي، وتلك الخاصة بوالدة Patricia. أمّا تواجد العائلتين في غرفة الانتظار نفسها فلم يكن حقيقياً.

 

هل تواجهين نوعاً من التمييز كونك امرأة تعمل في مجال الإخراج الذي يطغى عليه الرجال عادةً؟

بحسب خبرتي، عشت تجربة مختلفة تماماً في قطر، فقد لاقيت دعماً هائلاً. أمّا الانتقاد الوحيد الذي تلقّيته فهو بسبب مشهد أظهر فيه وأنا أدخّن من دون غطاء على رأسي. ولقد كان مشهداً جريئاً جداً بالنسبة إلى البعض. ولذا فأنا آخذ دائماً في الاعتبار طريقة تفكير الناس وأستبق ردات فعلهم.

 

ما رأيك بالأصداء التي حصدها الفيلم عندما عُرض في مهرجان دبي السينمائي؟

كنت سعيدة جداً لعرض فيلمي في دبي، ولا سيما عندما قرأت ذلك النقد الإيجابي الذي صدر عن الناقد المصري أحمد شوقي المعروف بصرامته. فبالنسبة إليّ، الجمهور القطري صعب جداً لأنّه لم يعتد هذا النوع من الأفلام، وذلك على عكس دبي التي  تعتبر منصّة عالمية بكل المقاييس.

إقرئي أيضاً: أنجي جمال: حلم. شغف. إبداع , نايلة الخاجه:مخرجة إماراتية لمعت على الساحة السينمائية

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث