تقول الأخصائية في مجال علم النفس فاطمة طه: "من الطبيعي في مجتمعاتنا العربية الذكورية، أن يبدي الرجل انزعاجه من تفوّق المرأة عليه في مختلف المجالات، لاسيما في المجال المادي، وهذا ما قد يزيد من حساسيته وتصرّفاته غير المبررة. فنجده في معظم الأحيان يعنّف زوجته لأسباب تافهة وينتقد تصرفاتها أو أي خطأ يصدر عنها مهما كان بسيطاً، ذلك أنّه نشأ في مجتمع وبيئة لم تكن تتقبّل هذا الواقع. وقد يلجأ في الكثير من الأحيان إلى طرق مختلفة لتغطية إحساسه بالنقص أو بعدم قدرته على تأدية دوره. كأن يقدم مثلاً على اختلاق المشاكل باستمرار وعلى مضايقة زوجته بحجج واهية فيتّهمها بالتقصير في واجباتها المنزلية تارةً وإهمالها لاحتياجاته لانشغالها الدائم في عملها تارةً أخرى. وقد يحثها في كثير من الأحيان على الاستقالة، حتى وإن كان الأمر سيؤثر في استقرار علاقتهما واستمراريتها". إلا أنّ طه تؤكد أنّ الأمر لا ينطبق على كافة الرجال. إذ يتّسم الكثير منهم بالوعي والتفهّم، ويبقى ذلك رهن بالخلفية الثقافية والاجتماعية التي ينحدرون منها. وتضيف بأنّ الانسجام والتفاهم بين الزوجين يلعبان دوراً كبيراً في إرساء القواعد الأساسية للتعامل مع هذا الموضوع الحساس دون أن يؤثر ذلك على سلامة علاقتهما.
