المستشارة الأسرية السعودية فوزية الهاني: الـمـرأة الســعــودية من فـــــولاذ!

بما أن الأسرة هي نواة المجتمع وبها يرتبط نجاح أو فشل المجتمع ككل، كان لابد لنا أن نسلط الضوء عليها من خلال لقائنا بالمستشارة الأسرية السعودية فوزية الهاني، التي أكدت بدورها أن المرأة السعودية بانتظار حدث مهم في حياتها، للمشاركة أسوةً بالرجل في صناعة القرار.

الدكتورة فوزية أشارت بأن أغلب المشكلات الاجتماعية العالقة سببها علاقة صمت بين الزوجين تختلف في مظاهرها. وقد رحبت الأستاذة فوزية بأسئلتنا وأجابت عليها برحابة صدر.

يخلط البعض بين دور الأخصائي النفسي والأخصائي الاجتماعي ما الفارق بينهما؟

يختلف كلاهما عن الآخر، فالتخصص النفسي يتناول النفس البشرية، و تفاعلاتها الداخلية، بينما يتناول الاختصاص الاجتماعي سلوك الإنسان في محيطه الاجتماعي الخارجي، فيما تتطلب بعض السلوكيات الاجتماعية في بعض الأحيان، تعاون الاختصاصين معاً، وذلك لمعرفة دوافع سلوك ما، أو لعلاج نوع معين من الحالات.

ما هي أبرز المشكلات التي تواجهها الأسرة السعودية؟

حين نُعالج الظاهرة، نتجه نحو دوافعها، وغالباً ما تتمحور المشكلات حول (الصمت الزوجي)، أعني بذلك عدم التواصل بين الزوجين، وذلك لعدم قيام المؤسسة الزوجية على المعايير الكاملة، وينتج عن ذلك استهلاك للحياة بينهما، فيسود الصمت، نظراً لعدم توافق أهدافهما. واجبنا هنا يتمحور حور إيجاد حل مناسب لهما، وتشجيعهما على الاهتمام بهواية الطرف الآخر لتفعيل الحياة بينهما مجدداً. وأعتقد أيضاً أن أكثر المشكلات هي تلك التي ترتبط بالحياة الجنسية بين الزوجين، مع اختلاف مظاهر المشكلة، وغالباً ما يقبل إلي شهرياً ما لا يقل عن أربع استشارات شهرية من هذا النوع.

دورك كأخصائية قد يتسبب في الفصل أو الجمع بين الأطراف فأيهما أسهل؟

لو قدرنا جمع الأطراف، فذلك ما نطمح إليه بلا شك. لكننا نواجه مشكلة مع الطرف المشتكى عليه، فقد يتعذر علينا سماع وجهة نظره، فتصبح محاولة العلاج مبتورة، ومقتصرة على انفعالات ورؤية طرف واحد فقط. وتلك من المعوقات التي تواجهنا، وأنا لا أستطيع اقتراح الاستمرار أو الفراق، لكنني أساعد الفرد في كيفية تحديد المشكلة، وتوضيح وجهة نظري. لكن تحديد مصير أي علاقة بعد توضيح إيجابياتها وسلبياتها بيد الفرد نفسه، دوري يقتصر على تحديد المشكلة للشخص. ولكي تنجح الحلول، لابد من سعي جميع الأطراف للبحث عن حل للمشكلة. وغالباً ما ننصح المستشير باختيار قرار يجعله يتنفس السعادة مستقبلاً.

ما أصعب ما تواجهه المرأة السعودية في حل مشكلاتها؟

حين تشتكي زوجة من خيانة زوجية على سبيل المثال، فيما لا تستطيع طلب الطلاق، فكيف أستطيع إقناعها بالاستمرار، فلا خيار آخر لديها. من هنا أترك لها كل الخيارات، وأنصحها بالتأمل والتخطيط لمستقبلها في حال استمرت أو انفصلت، مع التركيز على أهمية البحث عن السعادة.

عندما يتوجهون لك في أي مستوى تكون المشاكل قد بلغت؟

غالباً ما يعتقد الناس أنهم قادرون على حل المشكلات بأنفسهم، وأن لجوءهم لمستشارين يعد استخفافاً بقدراتهم الخاصة وليس لعدم ثقة بنا كمستشارين، وذلك ما يمنعهم من طلب الاستشارة، حتى بلوغها حالة الاستفحال.

حين تعجزين عن حل مشكلة ما كيف تتصرفين وهل حدث ذلك فعلاً؟

بكل تأكيد، لأنني موجهة ولست صاحبة القضية

والقرار، وخصوصاً في القضايا الزوجية التي تتطلب مشاركة الزوجين معاً لحل المشكلة، والبعض من الحلول تتعلق بالبيئة المحيطة، أو جانب الدولة كالتي تتعلق بجانب الاقتصاد أو القانون، وتلك بحاجة لدعم من عدة أطراف.

ما هي أصعب قصة واجهتها؟

من ضمن القضايا التي وردت لي، سيدة طلبت مساعدتها في مسألة تحرش زوجها بابنته، لكن القصة غابت بتفاصيلها الغامضة بعد انسحاب الأم عن التواصل معي، وقد حدث ذلك بعد أن حاولت مساعدتها لدرجةٍ ما، لكنها لم تعد تفضل الاستمرار في حل مشكلتها، لاسيما وقد توضح لها جوانب تقصيرها في رعاية أبنائها ولازلت أتساءل عن مصير تلك القضية.

غالباً كيف تستطيعين حل مشكلة ما عندما يكون أحد أطرافها متعصب بعض الشيء؟

الطرف المتعصب يرفض اللجوء لمستشار، وبالمقابل غالباً ما ترفض الزوجات أن يفتضح سر لجوئهن لأخصائية لشدة تعصب الطرف الآخر في المشكلة. لكنني أستفيد من المرضى ومن معلوماتهم في كل مشكلة.

هل أصبح العنف الأسري ظاهرة إجتماعية؟

هو ظاهرة في كل المجتمعات، وقانون الحماية من الإيذاء موجود في كل المجتمعات نتيجة للوضع المؤلم الذي تتعرض له الأسر، بالأخص الأطفال.

ما هو هرم حل المشكلات كيف يبدأ وأين ينتهي؟

يبدأ بتحديد المشكلة وينتهي بالخيار. نحن كمستشارين لسنا مؤسسات مع أننا نطمح لذلك، فالمؤسسات تتضمن أخصائيين نفسيين، واجتماعيين، ومهارات التدريب والتمكين، ونحن لا نمتلك مجالات للتمكين في مجتمعاتنا.

متى تنصحين متضرر أو متضررة من عنف أو مشكلة ما بالتوجه للصحافة؟

حين تصبح مشكلته مشكلة رأي عام، كحالات العنف، والاعتداء، وانتهاك حقوق قانونية. فالصحافة عادةً لا تتناول العلاقات الشخصية المعتادة.

كيف تقيمين قدرات المرأة السعودية في تحمل المشكلات؟

قوية جداً، ولو لم تكن فولاذية لم تكن لتستطع تحمل الأوضاع التي تعيشها دون وجود حماية لها.

شاركت في الانتخابات البلدية كيف تقيّمين مشاركتك وسط فريقكم الكبير المتنوع وهل تعلمت شيئاً من تلك التجربة؟

نحن نسعى لتمكين المرأة السعودية للمشاركة في الانتخابات البلدية، عبر مبادرة "بلدي". وقد أتيح لي المشاركة في النشاط البلدي النسوي وهو أفضل وسيلة للتواصل بين الناشطات الحقوقيات في الوطن، ولدينا أكثر من ملف حقوقي نعمل عليه. أعتقد أن العمل الحقوقي لا يجب أن يكون حكراً على المرأة فحسب، إنما هو شراكة بين المرأة والرجل على السواء، لتحقيق العدالة الإنسانية. ولن تنجح المراة لوحدها، بل يجب أن تكون المطالب مجتمعية. والمرأة السعودية بحاجة إلى رفع مستوى وعيها، بأهمية مشاركتها في كل مجالات التنمية الوطنية، ووجودها مهم في عملية صنع القرار أيضاً.

إلى ماذا تطمحين في العام 2015  فيما يخص الانتخابات؟

أطمح بتمكين النساء من الترشح والنجاح في الانتخابات، حتى تلك الفترة سنعمل على التوعية المجتمعية،بالإضافة إلى توعية المدربات، وذلك لتمكين المرأة، وتدريب مجموعة من المرشحات، وطاقم العمل، والسعي لدخول المرأة المجالس البلدية ليس عن طريق التعيين فقط، إنما لاستحقاقها المشاركة، كمقعد مواز للرجل في المجلس البلدي.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث