عطر Miss Dior اسم ينبض برقّة

ينبع مصدر وحي عطر Miss Dior من قلب عائلة Christian Dior، وتحديداً من شخصيّة شقيقته Catherine Dior الاستثنائيّة التي كانت عضواً في المقاومة الفرنسيّة فتمّ ترحيلها خلال الحرب العالميّة الثانية.

على هامش المعرض التقت Marie Claire مع François Demachy القائم على حفظ عطور الدار ومبتكر عطورها الجديدة.. لننقل لك من خلال الصور المتميزة التي حصلنا عليها من الدار خصيصاً والحوار الخاص معه قصة الدار والعطر.

ماذا أضاف العمل لدى LVMH إلى مسيرتك المهنيّة من حيث الإبداع والتجديد؟

عندما يحالفك الحظّ بالانتماء إلى أهمّ مجموعة رائدة عالميّاً في قطاع المنتجات الفاخرة، يجب أن تضع معايير عالية لعملك. وتجد نفسك في مواجهة تحديّات دائمة من حيث النوعيّة والجرأة والهويّة. ويُعتبَر ابتكار عطور Christian Dior إرثاً غير عاديّ، لا لأنّني مسؤول عن حفظ سحر العطور الموجودة منذ العام 1947 فحسب، بل لأنّني أبتكر إبداعات جديدة أيضاً. ويحتوي كلّ من هذه العطور على موادّ أوّليّة استثنائيّة أختارها من حول العالم.

سبق أن عملت في مجالات الطبّ وطبّ الأسنان والعلاج الطبيعيّ قبل أن تصبح خبير عطور في عمر 22 عاماً. فكيف قادتك هذه المجالات كلّها إلى اختيار مسيرتك المهنيّة الحاليّة؟

لقد ولدت في منطقة Grasse الفرنسيّة التي تُعتبَر مهد صناعة العطور وبلد الأزهار العطريّة. لذلك، أعتقد أنّ طفولتي وشبابي صاغا مصيري، إذ لا يمكنني أن أسترجع سنوات شبابي من دون أن أتذكّر رائحة الورد الجوري وزهر الياسمين الملكي. وفي سنّ صغيرة، كانت وظائفي الصغيرة الأولى خلال العطلات داخل شركات كبيرة لصناعة العطور في منطقة Grasse. فتعلّمت المهنة هناك وابتكرت "إبداعاتي" الخاصّة من العطور.

كيف تظهر شخصيّتك بطريقة مميّزة في كلّ عطر جديد تبتكره؟

لا أسعى إلى تطوير "توقيع" يحمل اسم François Demachy. فهذا التصرّف لا يجدي نفعاً لأنّه لا يأخذ في الاعتبار قوّة سحر العطر وجانبه المتأرجح. لكنّني أملك طبعاً، كأيّ خبير عطور، موادّ أوّليّة أفضّلها عن غيرها، علماً أنّني أرفض أن أصبح "وصفة". فالعطر بالنسبة إليّ وليد اللحظة، وهو يعبّر عن ذاته ويمنحك فرصة يوميّة للتجدّد.

هل تعمل على صورة تجريديّة قبل البدء بابتكار العطر أم أنّك تفضّل الاعتماد على أحاسيسك وحواسك؟

لا أتبع قواعد محدّدة مسبقاً لأنّ كلّ عطر له تاريخه الخاصّ، وموسيقاه وذكراه، وقد يخبىء وراءه امرأة أو فكرة... من هنا، يجب أن نترك المجال مفتوحاً للمفاجأة.

ما سرّ نجاح عطر Miss Dior؟

جاذبيّته وأصالته، كما أنّه يعلق بشكل فوريّ ويمنح الفرح والبهجة. ويتميّز هذا العطر أيضاً بنفحات الأزهار والأخشاب العطرة التي تجعله كثيفاً وناعماً، وهذا التوازن يجعل Miss Dior جذّاباً.

هل يسهل عليك استخدام موادّ ومكوّنات من عطور Dior الكلاسيكيّة لكي تبتكر عطراً جديداً؟

أعتبر ابتكار التعديلات تمريناً للأسلوب. فيصبح كلّ عطر كوناً خاصّاً نتجرّأ فيه على ابتكار نفحات جديدة وعطور مختلفة. في الواقع، أنا استمتع بذلك كثيراً ولا أمّل أبداً.

ما هي الموادّ العطريّة الأساسيّة التي تربطها بدار Dior؟

الأزهار من دون شكّ! فلو اضطرّت الدار إلى الاحتفاظ بعائلة واحدة من الموادّ الأوّلية، لا شكّ في أنّها تختار عائلة الأزهار، وبخاصّة الورد والياسمين والـ Ylang Ylang وزنبق الوادي والفاوانيا. ومن الموادّ الأخرى العزيزة إلى قلبي كافّة أنواع الحمضيّات وفول التونكا وخشب الصندل.

هل من قوانين وقيود تخضع لها العطور؟

العطر منتج حيّ، لذلك من الطبيعيّ أن تتمّ مراقبته أثناء ابتكاره. فعلينا أن نضبط عمليّة التكوّن عندما يتمّ تجاهل مكوّنات معيّنة. وحتّى لو تطلّب ذلك عملاً وجهداً كبيرين، فأننا نحرص في النهاية إلى تصنيع العطور تماماً كما نريدها.

هل تعتمد على الموادّ الصناعيّة في عطورك؟

أنا متعلّق بشكل خاصّ وقويّ بالموادّ الأوّليّة الطبيعيّة، لكنّ ذلك لا يمنعني من استخدام بعض الجزيئات الاصطناعيّة كأيّ خبير عطور آخر. لكن، وبفضل مكانة دار Dior العريقة، أستطيع استخدام موادّ أوّليّة طبيعيّة فريدة من نوعها. ولا أحرم نفسي هذه الفرصة أبداً!

زادت مؤخّراً شهرة العطور التي تحتوي على نفحات العود. فما الذي يجعل عطراً من هذا النوع مميّزاً برأيك؟

يتبع عالم العطور الصيحات تماماً مثل عالم الموضة. وبفضل تألق خشب العود حاليّاً يعتبز موضة رائجة، وهو يمنحنا فرصة إطلاق عطور مبتكرة وقويّة وذات شخصيّة مميّزة. في الواقع، لطالما كانت العطور ذات النفحات الخشبيّة مخصّصة للرجال. لكن، وبفضل العود ونفحاته المدخّنة المدهشة، أصبح باستطاعتنا تكوين عطور أنثويّة مبتكرة. من هذا المنطلق، ابتكرت عطر "Oud Ispahan" ضمن مجموعة عطور
La Collection Privée Christian Dior، وهو عطر يضعه الرجال والنساء.

هل من نصيحة تقدّمها للمرأة التي تعشق العطور؟

يجب أن تعرف أنّها تتمتّع بكامل الحقوق، فيمكنها أن تكون وفيّة لعطرها أو أن تغيّر رأيها، ذلك أنّ العلاقة التي تجمع بين المرء والعطر علاقة حميمة.

ما مدى أهمّية الفنّ بالنسبة إلى عالم صناعة العطور؟

يصنّف الكثيرون العطر اليوم على أنّه تحفة فنّية. وأعتقد أنّ بعض العطور ستنتقل من جيل إلى جيل بفضل تركيبتها السحريّة، ومثال على ذلك عطر Eau Sauvage الذي ما زال رائجاً حتّى اليوم. أمّا بالنسبة إلى الفنّ كمصدر وحي، فلا غنى عنه أبداً، علماً أنّني أتأثّر بالرسم والموسيقى بشكل خاصّ. فإذا لم أكن محاطاً بالفنّ، لا أستطيع أن أبتكر العطور.

ما رأيك بالمعرض، وما هي قطعتك المفضّلة؟

أعتقد أنّها مناسبة رائعة للاحتفال بالعلاقة المميّزة التي تربط بين الدار والفنّانين. ويكرّم المعرض الماضي والحاضر من خلال أعمال فنّانين كبار عاشرهم Christian Dior والحاضر من خلال أعمال فنّانات معاصرات. وتشكّل ترجماتهم المختلفة لعطر Miss Dior مصدر وحي مميّز بالنسبة إليّ لأنّها كلّها مثيرة للاهتمام.

زرت دبي مؤخّراً للمرّة الأولى. فما رأيك بالإمارات وبالمرأة الإماراتيّة؟

تلك المنطقة ساحرة وتُعتبَر مهد صناعة العطور. لقد حملت من هذه الزيارة ذكرى رائعة، كما أنّني اكتشفت أنّنا نستطيع أن نتعلّم الكثير من تقنيات صناعة العطور التي تستخدم هناك. أمّا المرأة، فتتمتّع بأناقة ورقيّ استثنائيّين.

ما هي الذكرى التي حملتها معك من دبي؟

لقد حظيت بفرصة لقاء أحد أكبر منتجي خشب العود، وقد أعطاني هذا اللقاء أفكاراً عديدة..

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث