المرأة في تحديات الإبداع

لا تعد الرسومات والأعمال الفنية التي قدمتها النساء على مر الأزمنة عادية، كما أن نجاحاتهن ليست تلك النجاحات العابرة التي ما أن يغادر أصحابها الحياة حتى تنسى، ولطالما اقترنت المرأة بالجمال. وبما أن الفن والجمال كلمتان مترابطتان، فالحديث عن الأعمال الإبداعية في مسيرة النساء الفنانات هو جمال يستحق الإعجاب بحد ذاته. كيف هي علاقة المرأة بالفن وما هي الأسباب التي جعلت من تلك الأنامل المبدعة بوابة للشهرة والابتكار.

Yoyai Kusama

تأخذك أعمال الفنانة اليابانية Kusama إلى عالم آخر عندما تتأملينها حيث الجنون والإبداع.

في صغرها كانت تعاني من هلوسة شديدة بسبب تعذيب أمها لها مما دفعها إلى ترك المنزل والالتحاق بمدارس تعليم الرسم، أما عام 1950 فقد صوّرت Kusama الألوان الزيتية والمائية على الجدران والأقمشة برسمات منقطة، وفي سن السابعة والعشرين قررتKusama أن تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية حيث عرضت أعمالها الفنية مع نخبة من الفنانين، في العام 1973، عادت Kusama إلى اليابان بسبب مرضها وقررت أن تدخل المصح العقلي حتى وقتنا الحالي حيث يبعد مرسمها بضع خطوات عن المشفى. وصرّحتKusama "لولا الفن لقتلت نفسي منذ زمن طويل".

Frida Kahlo

تعكس لوحات الفنانة المكسيكية Frida Kahlo فصاحة ريشتها، فلقد عبرت عن شخصيتها عن طريق رسوماتها الفنية ذات الألوان النابضة بالحياة حيث عكست فيها أسلوب ونمط الثقافة المكسيكية والتي تأثر بها عدد كبير من الدول المجاورة والدول الأوروبية. تعرضتFrida  في السادسة من عمرها لشلل الأطفال فتأذت ساقها اليمنى مما أثر ذلك على نفسيتها لفترة طويلة من حياتها، وتلا ذلك حادث حافلة كانت تقلها إلى منزلها وعلى أثرها اضطرت إلى التمدد على ظهرها لعام كامل، وخلال فترة بقائها وحيدة في غرفتها طلبت من والدتها أن تحضر لها ألواناً وأوراقاً فأخذت ترسم بها صورتها الحزينة ومعاناتها التي عكستها المرآة التي وضعتها أمها في سقف غرفتها، ولقد رسمت ما يقارب 150 لوحة تشكيلية. وعلقت Frida في يومياتها الخاصة قائلة: "لم أرسم أبداً أعمالاً بل أرسم واقعي فقط".

Mary Cassatt

فنانة أمريكية عاشت معظم حياتها في فرنسا. اشتهرت معظم لوحاتها الفنية بتصوير حياة النساء الخاصة والاجتماعية كما ركزت على العلاقة العاطفية بين الأمهات وأطفالهن.في بداية مشوارها تلقت الكثير من الاعتراضات من قبل والديها لاتخاذها الرسم كمجال دراسي، وبسبب استهزاء الجميع من حولها بها كونها امرأة تدخل عالم الفن، قررت السفر إلى فرنسا لاستكشاف المزيد عن عالم الفن والعيش هناك. في تسعينات القرن التاسع عشر بلغت Cassatt ذروة نجاحها وعرضت في العام 1891 عدة لوحات في فرنسا لها وأصبحت قدوة يحتذي بها الفنانون الأمريكيون المبتدئون. وفي العام 1904 حصلت على وسام جوقة الشرف الفرنسي عن نشاطها الفني.

Berthe Morisot

عكست Morisot في أعمالها اللون وسحره وكيفية معالجته بحس فني رفيع فصورت المناظر الطبيعية والـ"بورتريت" وكيفية تعاملها معها بطريقة ناعمة وأنثوية. ولدت Morisot في فرنسا في العام 1841 لدى عائلة ارستقراطية غنية وبسبب ولعها الشديد بالحرية والفن والموسيقى تمردت على تلك الأجواء وقررت الانغماس في ملذاتها، وبسبب عدم الإنصاف في تلك الفترة لحقوق المرأة تم رفضها في أكاديمية الفنون الجميلة كونها امرأة، ولهذا اتجهت Morisot إلى متحف اللوفر لاستنساخ أعمال كبار الفنانين إلى أن تعرفت على شخصيات كان لها الدور الأكبر في إبراز أعمالها الفنية.

Paula Modersohn-Becker

نشأت Paula Becker في ألمانيا وكانت واحدة من أهم ممثلات المدرسة التعبيرية في ذلك الوقت و أيضاً من أولى الفنانات اللاتي قمن بتصوير النساء بطريقة جريئة، كما قامت باستخدام ألوان حيوية. وانضمت مع كبار الفنانين أمثال Picasso في تقديم المدرسة الحديثة للعالم. في عمر الـ22 غمرت Paula نفسها في الفن وقررت تأجيل موضوع الأمومة بسبب تناقض مشاعرها تجاه ذلك الموضوع ورغبتها الشديدة في الرسم، إلى أن تم لها ذلك في سن الثلاثين ولكن بعد تسعين يوماً من إنجابها توفيت بسبب ألم شديد في ساقيها.

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث