نايلة الخاجه:مخرجة إماراتية لمعت على الساحة السينمائية

مخرجة إماراتية لمعت على الساحة الإقليمية بصفتها أول إماراتية تخوض مجال صناعة الأفلام... هي نايلة الخاجة، التي أسست شركة إنتاج سينمائي خاصة بها D-SEVEN عام 2005 واخرجت عدت أفلام مثل (Arabana (2006)، Malal (2010)، A New Beginning (2012  وThree (2013. كما حازت الخاجة على عدة جوائز مثل جائزة مهر الإماراتية في مهرجان دبي السنمائي الدولي وجائزة أفضل فيلم إماراتي في مهرجان أبوظبي السنمائي. وحتى اليوم، شاركت أفلام الخاجة في ما يفوق 42 مهرجاناً حول العالم. وقد شاركت مؤخراً في مهرجان دبي السنمائي عن أحدث فيلم لها "حيوان".

أحبت نايلة الأفلام منذ الصغر، فكانت تتسلل إلى مكتبة والدها لاختيار ما تريد من بين مجموعة افلامه الواسعة. وعلى عكس الأطفال الآخرين، لم تكن نايلة تشاهد الكارتون، بل تهوى مشاهدة الأفلام العربية القديمة وروائع هولييود. ولكنها دخلت فعلياً عالم الإخراج في سنّ الـ21، حين تطوعت للعمل على فيلم وثائقي وأغرمت بمجال صناعة الأفلام.

واليوم الذي بدأت فيه التصوير، شعرت بنشاط وحماس شديدين من جراء حبها لكل ما يتعلق بريادة الأعمال، إضافةً إلى شخصيتها القيادية بالفطرة وخلفيتها الفنية. فالفنّ السابع بالنسبة لها يجلب الجانب التجاري والفنّي في آن معاً. غير أنها لم تحصل على دعم عائلتها، وفضّل أهلها أن تتخصص في مجال مختلف نظراً إلى كونها امرأة وخوفاً عليها من أن تنغمس في جوّ قد يسيء إلى سمعتها، لكنها ثابرت وأصرّت على الاستمرار.

في ما يتعلق بصناعة الأفلام في الإمارات، ترى نايلة أن من أبرز التحديات غياب المنتجين وكتّاب السيناريو عن الساحة، مما يجبر معظم المخرجين على إنتاج الأفلام بأنفسهم، عوضاً عن التركيز على الجانب الإبداعي، إضافةً إلى الاستعانة بكتّاب من الخارج.

وتخبرنا نايلة عن حادثة لطيفة حصلت في خلال تصوير أحد مشاهد فيلمها "ملل" (الذي يدور حول الزواج وقد حاز على جائزة "مهر" لأفضل فيلم إماراتي)، في غابة جنوب الهند، حيث ظهر رجل هنديّ عجوز على موقع التصوير وتمنى لهم الحظّ والنجاح ثم بخّر الكاميرا وأفراد الطاقم. وعلى الرغم من جميع الجوائز التي حازتها خلال عملها في صناعة الأفلام وجميع الحفلات التي حضرتها، تقول نايلة أن أجمل علامة تقدير حصلت عليها كانت من فتاة في سنّ الـ11، عملت بحثاً عنها وقدمت عرضاً في المدرسة مقلدةً لباسها ومكياجها. فترى نايلة أن المخرج لا يعلم مدى تأثيره على حياة الآخرين حتى يحظى بهكذا علامة تقدير.

نايلة الخاجه

تمّ عرض أحدث أفلامها خلال مهرجان دبي السينمائي  هذا العام وعنوانه "حيوان". وهو مقتبس عن قصة حقيقية، وبالتحديد قصة طفلة عاشت سنوات من الرعب والخوف الشديدين في ظلّ جبروت والدها وتربيته القاسية والعسكرية. كان الكلام والبكاء ممنوع عليها وعلى أشقائها، فكانوا يختبؤون للتعبير عن حزنهم بحريّة... وقد دفعها الخوف والألم الشديدين من طفولتها إلى أن تصبح امراة قوية جداً. وعن الفيلم تقول نايلة: "يتمحور ‘حيوان’ حول قدرة إنسان على تحطيم أولاده نفسياً من دون أن يلمسهم".

وبعد تأسيس شركتها، واجهت نايلة التمييز الجنسي وتفاجأت من بعض الشركات التي لم يرق لها تسليم إدارة مشاريعها لامرأة، بغض النظر عن كفاءتها، مفضلين التعامل مع رجال أقل خبرة. وقد خاب ظنها أيضاً من تعليقات بعض النساء المهينة، حيث قيل لها مرّة "لا بأس بعملك الإخراجيّ، نظراً إلى كونك امرأة". ويعود ذلك التمييز إلى دخول المرأة عالم الإخراج مؤخراً، في أواخر السبعينات وبداية الثمانينات. أما اليوم فتشكل نسبتهنّ 8% فحسب من مجموع مخرجي الأفلام حول العالم.

وتعبّر نايلة عن إعجابها تجاه أعمال المخرجة السعودية هيفاء المنصور، والمخرجة الهندية الكنديةDeepa Mehta وهي من أبرز المخرجات في صناعة الأفلام.

وتعتبر نايلة أن مسيرتها المهنية قد ابتدات الآن وأنها لم تحقق سوى 20% من قدراتها. غير أن فيلمها "حيوان" قد رفع من مستواها كمخرجة بشكل كبير، وذلك بشهادة جميع المتخصصين في هذا المجال الذين شاهدوه. ولكن حلمها كمخرجة هو أن تنشأ أول صندوق أفلام خاص مستقلّ (Private Independent Film Fund) حيث تنتج ثلاثة أفلام سنوياً يتم إخراجها من قبل أشخاص آخرين... أعمال يفتخر بها ويمكن تصديرها إلى العالم.

إقرئي ايضاً:أنجي جمال: حلم. شغف. إبداع  

اكتب الكلمات الرئيسية في البحث